الضرائب
تعرف الضرائب Taxes بأنَّها مساهمات إلزاميّة تفرضها حكومات الدول على الأفراد والشركات سواء كانت هذه الشركات محليّة أو إقليميّة أو وطنيّة، حيث يتم من خلال هذه العائدات تمويل الأنشطة الحكوميّة التي تهدف إلى تحسين وتطوير المجتمع، بما في ذلك الأشغال والخدمات العامة، مثل صيانة المدارس والمستشفيات، وإعادة ترميم الطرق، أو دعم برنامج الضمان الاجتماعيّ والرعاية الطبيّة، حيث يتم فرض نسبة مئويّة من أرباح الأعمال أو الممتلكات ليتم أخذها فيما بعد وتحويلها إلى الحكومات، مما ساهم في انتشار كل من ظاهرة الغش والتهرب الضريبيّ، والذي بدوره أدّى إلى فرض عقوبات جنائيّة قد تصل إلى دخول السجن في بعض الأحيان، وهناك العديد من الأنواع التي تمثل الضرائب كضريبة الدخل، ضريبة المبيعات والضرائب المفروضة على الرواتب وغيرها العديد.
ما هي الآثار الاقتصادية للضرائب؟
إنَّ أهم هدف للضرائب هو زيادة الإيرادات المطلوبة لمواجهة النفقات، حيث تعتبر الضرائب أدوات للرقابة والتنظيم بهدف التأثير على نمط الاستهلاك والإنتاج والتوزيع، وبالتالي تؤثر الضرائب على الاقتصاد بطرقٍ مختلفة، ويمكننا فهم آثار الضرائب من خلال العناوين التالية:
أثر الضرائب على الإنتاج
يمكن أن تؤثر الضرائب على إنتاج الأعمال وإمكانية النمو، ويتم تحليل هذه الآثار في ثلاثة رؤوس أساسيّة، وهي كالآتي:
- التأثير على قدرة العمل والادخار والاستثمار.
- التأثير على إرادة العمل والادخار والاستثمار.
- التأثير على اختصاص الموارد.
أثر الضرائب على نمو الأعمال
يؤدي فرض الضرائب إلى انخفاض الدخل المتاح لدافعي الضرائب، مما سيؤدي إلى تقليل إنفاقاتهم على الضروريات التي يجب استهلاكها من أجل تحسين الكفاءة، وفي هذه الحالة فإنَّ كفاءة الأعمال ستنخفض وبالتالي ستنخفض القدرة على العمل، وفي النهاية ستؤثر سلبًا على الادخار والاستثمار، وفي نفس الوقت فإنَّ هناك بعض الأعمال أو المنتجات التي يتوجب فرض ضرائب عالية عليها، كالسجائر والكحول وبعض المنتجات الضارّة الأخرى.
أثر الضرائب على إدارة العمل والاستثمار
إنَّ تأثير الضرائب على العمل ناتج عن العبء الماليَّ الذي يتم فرضه على المستثمرين، فإنَّ الضرائب المؤقتة أو الضرائب المفروضة على المكاسب غير المتوقعة يكون العبء على الأفراد فيها قليلًا مقارنةً مع الضرائب التي يُتوقع أن تبقى مستمرة، ففي هذه الحالة سيؤثر ذلك على رغبة المستثمرين في إكمال الأعمال أو الادّخار في الدولة.
أثر الضرائب على تخصيص الموارد
قد تؤثر الضرائب على حجم الإنتاج أو شكل الإنتاج في الاقتصاد، فمثلًا قد يؤدي فرض ضرائب عالية على الأدوية أو السلع الضارّة إلى تقليل استهلاكها، وعليه فإنَّ هذا سيؤدّي إلى تثبيط إنتاج هذه السلع، وسيتم تحويل إنتاج الموارد الشحيحة إلى إنتاج منتجات أخرى مفيدة للنمو الاقتصادي.
أثر الضرائب على توزيع الدخل
للضرائب آثار إيجابية على توزيع الدخل والثروة، ولكنَّ ذلك يعتمد بصورة أخرى على ما إذا كانت الضرائب تقلل أو تزيد من عدم المساواة في الدخل، في أغلب الأحيان تقوم الضرائب بالحد من عدم المساوة في توزيع الدخل وذلك نظرًا لأنها تُفرض على الأغنياء بشكلٍ أكبر.
ما هي أهمية الضرائب؟
تفرض الحكومات رسومًا على أرباح الشركات والأفراد كوسيلة لزيادة الإيرادات المستخدمة في الإنفاق العام أو لتلبية متطلبات الميزانية الخاصة في الدولة كما سبق توضيحه في هذا المقال، وتتمثل أهمية الضرائب في عدّة مجالات، والتي يمكن تلخيصها في ما يأتي:
أهمية الضرائب في المجتمع
تعدّ الضرائب حاجة ضرورية للدولة؛ فبدونها لن تتمكن الحكومات من تلبية مطالب مجتمعاتها، فالضرائب أمرٌ في غاية الأهمية لتمويل المشاريع الاجتماعيّة.
أهمية الضرائب في قطاع الصحة
تعدّ الضرائب حاجة ضرورية للقطاع الصحيّ؛ فبدونها لن يكون هناك مساهمات في القطاعات الصحيّة، فلا يمكن إخفاء حقيقة أنَّ الضرائب تساهم في صيانة المستشفيات وتجديدها ودعم البرامج والبحوث الصحيّة المفيدة للمجتمع.
أهمية الضرائب في التعليم
قد يكون قطاع التعليم أحد أكبر المستفيدين من الضرائب، فالحكومات تولي اهتمامًا كبيرًا لرأس المال البشريّ، والتعليم هو أمر أساسي في هذا السياق.