التخطيط في الاقتصاد
إن أي عمل يقوم به الإنسان في حياته يحتاج إلى تخطيط دقيق من أجل الوصول إلى الأهداف التي يرجو الإنسان تحقيقها، وقد يكون هذا التخطيط على مستوى الأفراد من خلال وضع أهداف محددة وإنجازات يجب تحقيقها خلال فترات مستقبلية لاحقة، أو قد يكون ذلك على مستوى المنظمات من خلال وجود رؤية واضحة لهذه المنظمات تساعدها على رسم الطريق نحو الأهداف الاقتصادية العليا باستثمار الموارد المتاحة بأفضل شكل ممكن ومواجهة المخاطر المالية، وهناك العديد من الوسائل التي تستخدم في عملية التخطيط في المنظمات ومن أبرزها الموازنة التقديرية، وفي هذا المقال سيتم تناول تعريف الموازنة التقديرية.تعريف الموازنة التقديرية
يمكن تعريف الموازنة التقديرية على أنها إحدى أهم الطرق المتبعة في عملية التخطيط لنشاط المنظمات في المستقبل، حيث تحتوي هذه الموازنة على ملخصات للعمليات والأنشطة التي تنوي المنظمة القيام بها في فترة زمنية لاحقة محددة، سواء كان ذلك على مستوى المبيعات أو على مستوى إنتاج السلع أو الخدمات، حيث يساعد وضع الموازنات التقديرية على تحديد الكلفة التقريبية للعملية الإنتاجية، والمساهمة في توضيح النفقات العامة للعمليات الإنتاجية والعملية البيعية، بالإضافة إلى تخمين السعة الإنتاجية الممكنة للمنظمة، والتنبؤ بما يمكن أن يحدث من العمليات البيعية خلال الفترة الزمنية التي اختصت تلك الموازانات التقديرية بوصفها.
أنواع الموازنات التقديرية
هناك العديد من الأنواع التي يتم تبويب الموازنات التقديرية ضمنها، ومن أهم هذه التصانيف ما يُقسّم الموازنة التقديرية إلى نوعين أساسيين حسب تأثرها بحجم النشاط الفعلي في المنظمة خلال الفترة التي تختص تلك الموزانة بها، ووفقًا لهذا التصنيف يتم تقسيم الموازنات التقديرية إلى ما يأتي:
الموازنات التقديرية الثابتة: وهي تلك الموازنات التقديرية التي لا تتغير القيم المالية فيها من خلال زيادة أو نقص النشاط التجاري في المنظمة خلال الفترة المشار إليها في تلك الموازنات، فلو تم تقدير مبيعات المنظمة خلال فترة محددة بمبلغ معيَّن وتم رصد نسبة على هذا المبلغ كعمولات بيعية فإن هذا المبلغ المخصص للإنفاق على العمولات البيعية لن يتأثر بكمية المبيعات لأنه قد تم رصده مسبقًا بصرف النظر على القيمة الفعلية للمبيعات في تلك الفترة.
الموازنات التقديرية المرنة :والتي تسمى أيضًا بالموازنات التقديرية المتغيرة، وفي هذا النوع من الموازنات التقديرية تتأثر المبالغ المرصودة في تلك الموازنات بالنشاط الفعلي في المنظمة خلال الفترة التي تخص هذه الموازنات، فلو تم تقدير مبيعات المنظمة خلال فترة محددة بمبلغ معيَّن وتم رصد نسبة على هذا المبلغ كعمولات بيعية فإن هذا المبلغ المخصص للإنفاق على العمولات البيعية سيتأثر بكمية المبيعات الفعلية لأنه لا يعتمد على ما تم رصده مسبقًا، بل يتم تحديده لاحقًا بشكل متوافق مع ما سيتم بيعه بشكل فعلي خلال الفترة المذكورة في الموزانة التقديرية المرنة، وعليه سيزيد هذا المبلغ أو ينقص تبعًا لعمليات البيع الفعلية.