التنبؤ
تعتبر حالة التنبؤ من الحالات المُستقبلية التي يتم فيها توقع حدوث موقف أو حالة محددة في الفترات اللاحقة لفترة التنبؤ تبعًا لوجود مجموعة من المؤشرات التي تجعل الأمور تسير باتجاه ما بثبات بعض العوامل المحيطة، وعادة ما تكون حالة التنبؤ مرتبطة بامتلاك المعرفة المتخصصة التي تجعل الإنسان قادرًا على إطلاق حكم مستقبلي، أو من واقع التجربة العملية من خلال معايشة تجارب مماثلة لحالة التوقُّع والتي أدت إلى وقوع نتائج محددة، أو بالجمع بين الخبرة والعلم معًا، وهناك العديد من الأمثلة على التنبؤ في هذه الحياة مثل: التنبؤ الجوي والتنبؤ الجيولوجي والتنبؤ المالي، وفي هذا المقال سيتم تناول مفهوم التنبؤ المالي.
مفهوم التنبؤ المالي
يسمى مفهوم التنبؤ المالي في اللغة الإنجليزية Financial forecasting، ويشير هذا المفهوم المالي إلى مجموعة شاملة من التوقعات التي يقوم بها المدير المالي والتي تهدف إلى وضع تصورات مستقبلية حول عمليات النشاط والاستثمار والتمويل في المنظمة خلال فترة زمنية محددة، ويتم إعداد التقرير الخاص بعملية التنبؤ المالي بشكل تشاركي مع بعض الأقسام الأخرى في المنظمة لأنها تمتلك تفاصيل أكثر عمقًا عن الحالة العامة لتلك الأقسام من خلال المدراء المباشرين، ومن أبرز الأقسام التي يتم أخذها بعين الاعتبار عند القيام بالتنبؤ المالي: قسم المبيعات وقسم الإنتاج وقسم التسويق.
ومن خلال معرفة بعض التفاصيل الإضافية التي تخص الأقسام يقوم المدير المالي بتقدير إمكانية تمويل بعض الحسابات التي تنتظر أموالًا مستحقة، حيث يتم من خلال هذه الأموال تمويل هذه الحسابات، وتكون هناك مجموعة من المهام الموزعة على مدراء الأقسام للمساعدة في عملية التنبؤ، حيث تُناط بمدير الإنتاج مسؤولية توقع قدرة المنظمة على إنتاج حجم معين من السلع خلال الفترات المستقبلية اللاحقة، أما بالنسبة لمدير التسويق فتناط به مسؤولية توقع حجم الطلب على السلع التي يتم إنتاجها، أما بالنسبة لقسم المبيعات فإن معرفة التقدير البيعي خلال السنة المالية وما يمكن أن يتم توليده من سيولة نقدية جراء عمليات البيع يعد الخطوة الأولى من أجل أن تتم عملية التنبؤ المالي من قبل المدير المالي على النحو المطلوب، ثم يتم بعد ذلك تحديد ما يمكن أن يتم تزويد المنظمة به من أصول جديدة وفقًا لمعدلات النمو في العمليات البيعية والإنتاجية، أو استثمار هذه الأموال في عمليات التطوير والبحث وتحسين الأداء.
أهمية التنبؤ المالي
تبرز أهمية التنبؤ المالي بشكل كبير في المنظمات، وتزداد أهميتها تبعًا لزيادة نشاط المنظمة وحجم العمليات البيعية والإنتاجية فيها، حيث تؤثر حالة التنبؤ على الخطة التي يتم وضعها من قبل إدارة المنظمة لتحديد حجم النشاط، فقد تنتج بعض الفروقات بين ما تم التنبؤ به مُسبقًا وبين النتائج الفعلية لنفس الفترة الزمنية التي تم التنبؤ بها على أرض الواقع في بعض البنود المالية، فقد تختلف قيمة المبيعات بالزيادة أو النقصان، أو قد يحدث تراجع للإنتاجية بناء على وجود ظروف غير طبيعية، وبشكل عام فإن أهمية التنبؤ المالي تكمن في إعطاء المنظمة القدرة على تقدير حجم أعمالها في المستقبل، وتخصيص بعض المبالغ لبنود مالية محددة، حيث تمثل البيانات التاريخية لبعض البنود وسيلة في إعطاء تنبؤات منطقية لما ستكون عليه لاحقًا في ظل الظروف الحالة والمتوقعة.
أنواع التنبؤ المالي
إن حدوث بعض التغييرات في سير العمليات الإنتاجية وفي حجم العمليات البيعية يؤدي إلى حدوث انزياحات عن خطة العمل التي يتم وضعها مسبقًا في المنظمات، وهذا الأمر أدى إلى وجود أكثر من نوع للتنبؤ المالي، وبشكل عام يمكن تقسيم أنواع التنبؤ المالي إلى ما يأتي:
- التنبؤ طويل الأجل: يتم هذا التنبؤ عادة على مدار سنة مالية كاملة، ويمثل هذا النوع من التنبؤ مسار خطة العمل في المنظمة طوال السنة المالية.
- التنبؤ قصير الأجل: يتسم هذا النوع من التنبؤ المالي بأخذ السنة المالية على فترات محددة، قد تكون ربع سنوية أو شهرية، وعادة ما يتم استخدام هذا النوع عند حدوث تغييرات ملموسة في حجم المبيعات أو حجم المخزون من أجل تعديل خطة العمل لتكون مناسبة لما طرأ من تغييرات سواء كان ذلك على مستوى الإنتاج أو المخزون أو غير ذلك، الأمر الذي يعطي المنظمة مزيدًا من المرونة والقدرة على التجاوب مع متغيرات السوق، وكسب بعض الفرص البيعية على حساب المنافسين.