الثقة بالنفس
هل من الممكن أن يثق الآخرون فينا دون أن نكون نحن على ثقة تامة من أنفسنا؟ بالطبع لا.. فالثقة بالنفس التي تنبع من داخلنا هي وحدها التي يمكنها أن تنعكس على اعتقاد الآخرين فيها، وهي نفسها التي سوف تساعدنا على تحقيق النجاح في مراحل حياتنا.
وقد تكون الثقة بالنفس واحدة من أهم الصفات التي يجب أن يكتسبها الطفل في مراحل حياته الأولية، وافتقاده لهذه الصفة وهو صغير سوف يعرضه للعديد من المشكلات في الكبر.
وبالرغم من أننا قلنا أن الثقة بالنفس تبدأ منذ الصغر إلا أن الوقت لم يفت، وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها اكتساب الثقة بالنفس في كل مراحل الحياة.
ما الذي نعنيه بكلمة “الثقة بالنفس”؟
من الممكن أن نقول أن الثقة بالنفس هي نوع من أنواع التوازن النفسي الداخلي الذي يوجد لدى الفرد والذي يمنحه الثقة في التصرفات والقرارات التي يقوم باتخاذها، كما أنه تساعده على تحقيق أهدافه بقوة والسعي لها دون تردد.
كما أن الثقة بالنفس هي بمثابة مقياس يجعل الفرد واثقاً من الإمكانيات والقدرات التي لديه وتجعله واثقاً من أنه قادر على تحقيق الأحلام الخاصة به لأنه يعرف جيداً أنه يمتلك المقومات التي تمكنه من ذلك وهذا على عكس الشخص المفتقد للثقة بالنفس فهو يكون متردد دائماً من اتخاذ القرار ويكون غير واثق من تحقيق النجاح في كل الأحوال.
كما أن الثقة بالنفس تساعد الفرد تقوية كل استجاباته للعوامل الخارجية التي يتعرض لها سواء كانت عوامل نفسية أو اجتماعية وتجعله قادراً على مواجه النقد والمشكلات التي تقابله بثبات وقوة ودون مواربة للأمور.
ما هي أهم الخطوات التي تساعد الفرد على اكتساب الثقة بالنفس؟
كما قلنا من قبل فإن الثقة بالنفس من الأمور التي يجب أن يتم تقويتها في الطفل منذ بداية حياته، لأننا بذلك نساهم في إنشاء إنسان قوي لا يتأثر بالعوامل الخارجية التي قد تتسبب له في العديد من المشكلات النفسية.
والمجتمع يجب أن يتعاون في منح الأفراد عوامل الثقة بالنفس، ويجب أن يتم توفير بيئة اجتماعية مناسبة تساعد الأفراد على الاستقرار النفسي وحفظ التوازن الداخلي الخاص بهم.. وفيما يلي أهم الخطوات التي يجب أن يتم اتباعها لتقوية الثقة بالنفس لدى الأفراد داخل المجتمع الواحد:-
الاهتمام بالمظهر والسلوك الخارجي لاكتساب الثقة
من أهم الأسباب التي تمنح الإنسان الثقة بنفسه هو تقبل الآخرين له وعدم تعرضه لانتقادات من خلالهم، وكذلك شعوره بأنه من الأشخاص المقربة إلى المحيط الاجتماعي الخاص به، وكل هذه الأشياء لا تأتي من فراغ، وذلك لأن هناك العديد من العوامل التي تساعد الفرد في اكتساب حب وتقرب الآخرين مما يساعد على تقوية الثقة بالنفس داخله،
ومن هذه العوامل نذكر التالي:-
- الاهتمام بالمظهر الخارجي للفرد من حيث عدة زوايا ومن أهمها النظافة الشخصية والحرص على ارتداء الملابس اللائقة بالمناسبات المختلفة، وكذلك الالتزام بالمظهر الخارجي الذي لا يكسر الإطارات الأخلاقية والثقافية للمجتمع مما يؤدي إلى حصول الفرد على الانجذاب من الجميع ويساعد على عدم نفورهم أو ابتعادهم عنه.
- الالتزام بالقواعد السلوكية في الحديث والالتزام بالذوق العام في التعامل، مثل احترام الخصوصية وعدم إبداء الرأي إلا حين يطلب منه كذلك الالتزام بقواعد النظافة الخاصة بالسلوك العام.
- معاملة الناس برفق ويجب أن يكون الفرد مبتسماً عند تعامله مع الآخرين خاصة الغرباء فضلاً عن عرض المساعدة وعدم التعالي والغرور.
- ترك انطباعات جيدة لدى الناس وذلك يأتي من الاعتماد على عدة قواعد أهمها الأخلاق والذوق والمجاملات الرقيقة.
فتح الأبواب الجديدة
من أهم العوامل التي تساعد الفرد على اكتساب الثقة بالنفس هي مقاومة الخوف وفتح كل الأبواب التي لا يعرفها، ونقصد هنا قيام الفرد باكتساب الخبرات المتعددة في العديد من المجالات وعدم الركون إلى خبرة واحدة أو معرفة شيء واحد، لأن الخوف من خوض الطرق الجديدة يرسخ المفاهيم التي تساعد على توطين العجز وضعف الثقة بالنفس داخل الفرد، لذا لابد له من تعلم الجديد واكتساب الخبرات المختلفة كل يوم.
توسيع الدوائر الاجتماعية
الانطوائية والانعزال عن المجتمع من أهم العوامل التي تجعل الإنسان مفتقداَ للثقة بنفسه، وذلك لأن العلاقات الاجتماعية هي من أهم الأشياء التي يحتاجها لبناء الثقة، لأن العلاقات الاجتماعية هي السبيل إلى الاحتكاك بالحياة ومعرفة العديد من الجوانب عنها، وهي التي تساعد الفرد على اكتساب خبرات حياتية مختلفة مما يعزز الثقة الداخلية الموجودة لديه.
وهناك العديد من الأشخاص الذين يستسلمون لخوفهم من الاندماج في المجتمع وبالتالي يقومون بالتهرب من التجمعات الإجتماعية، لكن لا سبيل من مواجه هذا التخوف إلا باقتحامه، والأمر من الممكن أن يأتي بشكل تدريجي وذلك عن طريق التمرن على التواجد في الأجواء الاجتماعية على اختلافها ومع الوقت سوف تذوب طبقة الجليد بين الفرد ومجتمعه سوف تزداد ثقته بنفسه.
عوامل مختلفة لتقوية الثقة بالنفس
توجد أيضاً عوامل متعددة من الممكن أن نذكرها في نقاط وهي مفيدة للغاية في اكتساب الثقة بالنفس وفي تطويرها، ومن هذه العوامل:-
- التخلي عن التشاؤم وتعويد الذات على التفاؤل والإيمان بأن السعي يؤدي إلى الوصول.
- من المهم أن يدرب الفرد نفسه على التصرف بإيجابية ويأتي ذلك من خلال المبادرة لفعل الأشياء الصحيحة، ويجب أن يكون تفكير الفرد تفكيراً إيجابياً مبتعداً عن تثبيط الذات أو إحباطها أو حتى إحباط الآخرين من حوله.
- تطوير الذات وتطوير كل المهارات والخبرات التي لدى الفرد.
- يجب أن يتقبل الإنسان نفسه في جميع مراحلها وأشكالها.
- يجب أن يحاول الفرد أن يكون ملماً بالعديد من جوانب المعرفة، ويحاول الابتعاد عن قول “لا اعرف” بل يجب ان يحاول أن يكتسب المهارات والمعارف التي تساعده على الإلمام بالعديد من الجوانب في الحياة.