تحتاج المنظمات جميعها والتي تسعى إلى النجاح وتحقيق الأهداف التنظيميّة التي تضعها في بداية مرحلة العمل إلى تطوير أقسام الموارد البشريّة وتنمية دور موظفي هذه الأقسام في التحكم بسير الأعمال والتأكد من الوصول إلى ما هو مطلوب بصورة فعّالة وباستخدام أمثل للموارد، حيث يُعد موظفو الموارد البشريّة الحجر الأساس في عملية الإنتاج ومراقبة العمل، والمساهمة في سنّ العقوبات لمن يقترف الأخطاء أو المشكلات وتقديم الحوازف والعوائد لموظفي المنظمة الذين يمتازون بالكفاءة، ونظرًا لأهمية الصفة الوظيفية لموظف الموارد البشريّة وتأثيرها على أنشطة المنظمة سيطرح هذا المقال تحليل شخصية موظفي الموارد البشريّة بشكلٍ عام وتحديد الجوانب الأساسيّة التي يجب توفّرها فيهم لضمان تحقيق جودة العمل الجيّدة.[١]
ما هي شخصية موظف الموارد البشريّة؟
تختلف شخصية الموظفين عن بعضهم باختلاف أدوارهم الوظيفيّة التي يقومون بها، نظرًا لاختلاف المهام والعلاقات والحاجة لامتلاك صفات معينة في التعامل مع الموظفين الآخرين، لكن بشكلٍ عام يجب توفّر مجموعة من الصفات أو السمات لدى موظفي الموارد البشريّة والتي بدورها تشكّل شخصية كل فرد فيها، ويمكن تلخيص هذه السمات من خلال ما سيأتي بيانه:[٢][٣]
أولًا: التنظيم
يتمتع موظفو الموارد البشريّة بحس عالي من التنظيم وذلك بسبب تعدد المهام الموكلة إليهم وكثرتها، مما يجعل الحاجة للتنظيم أمرًا ضروريًا، حيث يتم مقاطعة أعمال موظفي الموارد البشريّة عدة مرات خلال اليوم لتنفيذ أوامر أخرى أو للاستجابة إلى الاستفسارات والأسئلة التي قد تُطرح عليهم من قبل الموظفين أو مسؤولي الموارد البشرية، لذلك من المهم إعداد برنامج جيّد لإدارة المهام وتنظيمها خلال اليوم وامتلاك القدرة على إيجاد الحلول المناسبة للترتيب المناسب في أداء المهام وإن كان هناك تدخّلات خارجيّة.
ثانيًا: التواصل بفعالية
يحتاج موظفو الموارد البشريّة إلى التواصل المباشر في العديد من جوانب المهام التي توكل إليهم، ويتضمن ذلك إجراء المقابلات والتعامل مع الموظفين والإدارة في حل الخلافات وما إلى ذلك، ويعد ذلك سببًا كافيًا ودافعًا إلى اختيار موظفي الموارد البشريّة الذين يمتازون بامتلاك المهارة العالية في أداء تواصل فعّال ذي هدف موضوعيّ بطريقة مثقفة وواعية، والتي من دورها أن تساهم في إيصال الأفكار المراد شرحها أو طرحها مع الآخرين، أو بغرض إيصال المعلومات وشرحها للطرف الآخر بسهولة.
ثالثًا: القدرة على حل المشكلات
يجب على موظفي الموارد البشريّة امتلاك أعلى درجات المهارة اللازمة لحل المشكلات والنزاعات، وذلك بسبب اعتبارهم مسؤولين عن توفير بيئة عمل مناسبة خالية من أشكال الاحتكاك أو سوء التفاهم التي قد تحصل داخل المنظمة، بالإضافة إلى إعطاء النصائح للموظفين لمساعدتهم في حل المشكلات ومواجهتها بالطريقة الصحيحة سواءً أكان ذلك على الصعيد الشخصيّ الذي قد يؤثر على العمل بصورة أو بأخرى، والتأكد من حل المشكلات التي تتعلق بصناعة وتطوير المنتجات.
رابعًا: القدرة على اتخاذ القرار
يمتلك موظفو الموارد البشريّة القدرة الكاملة على اتخاذ القرارات الخاصة بالعمل بطريقة بسيطة دون اللجوء إلى تعقيد الأمور وخلق حواجز وهميّة قد تتشكل بسبب الخوف من اتخاذ القرارات، وذلك يعني دعم وتلبية احتياجات المنظمة وتفضيلها عن مصلحتك الشخصية، فقد تؤثر القرارات التي تقوم باتخاذها على أداء المنظمة أو على حياة الموظفين وعائلاتهم من خلال زيادة الرواتب أو الفصل أو الخصم والنقل وما إلى ذلك.
خامسًا: المخاطرة
يتعين على موظفي الموارد البشرية المخاطرة في حال الحاجة إلى ذلك، ففي بعض الأحيان قد تتطلب المواقف الوثوق بالحدس والإقدام على المخاطرة وإن كان ذلك القرار خاطئًا، والتعامل مع كل فشل على أنَّه فرصة جديدة لتكرار فهم الأمور وتدقيقها، والنمو من خلال التعلّم بالتجربة التي يقوم بها الشخص بنفسه، أو غيرها من الأمور المختلفة.
سادسًا: التحلي بالأخلاق
يجب أن يقوم موظفو الموارد البشريّة بالتعامل مع معلومات الموظفين الحساسة وسجلاتهم التي يجب الحفاظ عليها دون مشاركتها مع الآخرين، والحذر من التلاعب بها واستغلال هذه المعلومات لتحقيق المصالح الشخصية، بالإضافة إلى السعي في سبيل خلق بيئة عمل وثقافة تنظيميّة يسودها الاحترام والأخلاق التي قد تساهم بشكلٍ أو بآخر في تحفيز الموظيفن ودعم أدائهم المبني على الرضا الوظيفي.
سابعًا: المعرفة والخبرة
يتوجب على موظف الموارد البشرية امتلاك الخبرة الكافية فيما يتناسب مع المنصب الذي سيقوم بالعمل فيه، حيث إنَّ توفر المعرفة الأساسية في علم الموارد البشريّة يعد أمرًا مهمًا لا بدّ منه، بالإضافة إلى معرفة الأمور المتعلّقة بقوانين العمل والضريبة والضمان الاجتماعيّ وصرف الرواتب للموظفين، وغيرها، فقد يواجه موظفو الموارد البشريّة تحدياتٍ صعبة كل يوم تدعو إلى امتلاك خبرة كبيرة في مجالات الموارد البشريّة كافة.