البورصة
يتبادر إلى ذهن الكثير من الأشخاص عند سماعهم لكلمة بورصة أنَّها الطريق السريع للثراء، كما ويظن الكثير ممن يسمع كلمة بورصة أنها حِكرٌ لفئة معينة من الناس، وبدأ كل شخص يُعرِّف البورصة بحسب فهمه لها ومعلوماته عنها، فما هي البورصة؟
البورصة هي عبارة عن سوق منظّم يتم من خلاله بيع وشراء الأوراق المالية التي يجب أن تكون قد استوفت شروط إدراجها في البورصة، ويتم التداول داخل البورصة عن طريق قيام جهة الإصدار بطرح أوراق مالية جديدة لبيعها للمستثمرين، أو من خلال قيام المستثمرين بالتداول فيما بينهم، ويجدر بالذكر أنَّ سوق البورصة التي يتم فيها تداول الأسهم هي سوق مركزي مثل: السوق المالية السعودية والمعروفة اختصارًا (تداول)، أو بورصة نيويورك، وسيطرح هذا المقال مجموعة من الطرق التي تساعد في كيفية العمل في البورصة.
كيف أعمل في البورصة؟
على أي شخص قبل الدخول في هذا المجال أن يتسلَّح بالمعرفة الكافية فيما يخص البورصة وإلا فإنَّ على أمواله السلام، كما أنَّ الكثير يقرأ مقالة أو مقالتَيْن ويظن أنَّه أصبح خبيرًا بل ويظن أن البورصة عبارة عن حقل بترول وأنَّ ال 100 دولار التي ينوي استثمارها ستصبح 10,000 دولار بشهر أو أقل، وهذا تفكير المقامر والذي سيقوده بلا شك إلى الخسارة الحتمية حتى لو استثمر بـ 5000 دولار، ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظم الأشخاص والتي قد تكلّفهم أموالهم حتى قبل بدء العمل في البورصة هي عدم درايتهم بكيفية العمل والاستثمار في البورصة، وفيما يأتي بعض الطرق حول كيفية العمل والاستثمار في البورصة، منها ما سيأتي بيانه على التفصيل الآتي:
- التعرّف على وسيط المالي
الوسيط المالي هو من يقوم بربط المتداول بالسوق، وعلى المستثمر اختيار الوسيط المالي بعناية والتأكد من التراخيص كي لا يقع في فخ الاحتيال، ويعد شراء الأسهم من خلال الإنترنت الأسرع والأقل تكلفة، وهناك وسطاء يقدمون خدمات التداول الإلكتروني دون فرض رسوم على عمليات تداول الأسهم ورسوم رمزية على تدوال صناديق الاستثمار المشترك مثل E-Trade و Merrill Edge، كما وهناك وسطاء معتمدين أيضًا تعتمد على التطبيقات مثل Robinhood حيث يقوم المستثمر بإجراء عملية التداول بنقرة واحدة على التطبيق المتاح على متجر أبل وجوجل ستور، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هناك وسطاء لا تقدّم خدماتها لكافة البلدان، حيث تظهر رسالة للمستخدم تُعلمه بذلك.
- الانضمام لنادي الاستثمار
وهم عبارة عن مجموعة من الأشخاص بإدارة ذاتية يقومون بجمع أموالهم واستثمارها معًا، حيث يتساعد الأعضاء في اتخاذ القرارات من خلال تبادل الآراء ووجهات النظر، حيث يمكن الانضمام لهذا النادي بسعر مقبول لاستثمار الأموال مع المجموعة، لكن كل الحذر عند اتخاذ قرار الانضمام، فهناك الكثير ممن يدّعون المعرفة والخبرة بهدف جمع الأموال من غيرهم، وعلى المستثمر أن يعرف ما سوف يستثمره كل عضو وما هي نسبة المخاطرة، وهنا يأتي دور التسلُّح بالمعرفة، فالمطلع سيعرف هل الشخص الذي أمامه خبير أم لا.
- التعرّف على وسطاء الخدمات المتكاملة
وهم الوسطاء الذين يعملون من شركات الوساطة الكبيرة حيث يقومون بتنفيذ الصفقات لعملائهم بالإضافة إلى تقديم النصائح والبحث عن استثمارات مختلفة لعملائهم، ومع ذلك ما لم يكن الشخص خبيرًا ومتطلعًا فلن يعرف إذا كانت النصائح جيّدة أو متواضعة، وقد تكون قرارات الشخص الخبير أفضل من توصيات الشركة نفسها، ويعد الاستعانة بوسيط خدمات متكاملة أكثر تكلفة من غيره لكنَّه يستحق تلك التكلفة خاصة إذا كانت شركة وساطة مرموقة ولها اسمها.
- التقدّم إلى البنوك الاستثمارية الكبيرة
تقدّم البنوك الاستثمارية الكبيرة مثل Goldman Sachs و Bank of America مجموعة واسعة من خدمات الأعمال والاستثمار، بالإضافة إلى التخطيط الماليّ وتنفيذ الصفقات، كما أنَّ البنوك الاستثمارية تعمل كوسيط بين جهة الإصدار والمستثمرين.
- التعرّف على مستشار مالي
يتقاضى المستشار المالي رسومًا سنويةً مقابل تقديم النصح للمستثمر لاختيار أفضل الأدوات الاستثمارية، كما ويقدّم للمستثمر في البورصة التوصيات بعمليات البيع والشراء، وقد يقوم المستشار المالي بتنفيذ الأموار بالنيابة عن المستثمر إن أراد ذلك.
- السير مع المحترفين
من الحكمة أن يستثمر الشخص أمواله مع المحترفين، ويكون ذلك من خلال الاستثمار بصناديق المؤشرات أو صناديق الاستثمار المشترك التي تضم مجموعةً متنوعةً من الاستثمارات التي يختارها المحترفون والخبراء بالسوق بدلًا من الاستثمار بأسهم شركة واحدة فقط، وهناك العديد من الطرق للعمل والاستثمار في البورصة ويجب على الشخص تحديد ما يريد العمل به في البورصة، فهناك من يفضل الاستثمار في الأسهم، وهناك من يفضل التداول والاستثمار في السلع، كالنفط والذهب مثلًا، وفي كلتا الحالتين فإنَّ الخطوة الأولى هي اختيار الوسيط المالي الذي يربط المستثمر بالسوق.
- التكنولوجيا تهيئ شهادة وفاة قاعات التداول
قاعة التداول هي المكان الذي يجتمع فيه المتداولون لأجل عمليات البيع والشراء، حيث كانت قاعات التداول تضج بأصوات المتداولين الذين يصدرون أوامر البيع والشراء، ومؤخرًا بدأ التحوّل من تواجد المتداولين في قاعات التداول إلى تواجدهم خلف أجهزتهم، وهذا لا يعني أنَّ قاعات التداول قد تمَّ إغلاقها بشكلٍ كامل بل المقصود أنَّ نطاقها أصبح محدودًا، حيث تمَّ التحول إلى شاشات الكمبيوتر والأسواق الإلكترونية والتداول الخوارزمي، ونظرًا للميّزة التي تتمتع بها الأنظمة الإلكترونية وتفضيل العملاء التعامل بها فقد تحوّلت نسبة كبيرة جدًا من البورصات العالمية إلى التداول الإلكتروني، وقد تكون الولايات المتحدة الأمريكية الوحيدة التي حافظت على مظاهر التداول التقليدي المُتمثِّل بالصراخ داخل قاعات التداول جنبًا إلى جنب مع البدائل الإلكترونية المتاحة للمستثمرين.
وقد سهّلت التكنولوجيا من عمليات التداول، حيث أصبح المستثمر ينفذّ صفقاته بشكلٍ سريع وبنقرة واحدة بدلًا من الصراخ داخل القاعات واستخدام الهاتف والتلويح بالأيدي لأجل تنفيذ عمليات البيع والشراء، ويجب على كل مستثمر يرغب في التداول الإلكتروني أن يقوم بفتح حساب مع شركة وساطة، وتكون عملية فتح الحساب من خلال النقاط الآتية:
- فتح الحساب إلكترونيًا أو عن طريق تعبئة نموذج وإرساله لشركة الوساطة عبر البريد الإلكتروني.
- تقديم معلومات شخصية مثل الاسم والعنوان كي تتمكن شركة الوساطة من التعرف على المستثمر.
- تقديم معلومات حول مستوى الخبرة في الأسواق وتقييمه من خلال شركة الوساطة والتي قد ترفض الطلب.
- تحديد المسارات الإلكترونية بين الحساب المصرفي والحساب في شركة الوساطة لسهولة حركة الأموال بين الحسابات، كتغذية حساب التداول، أو تحويل الربح من حساب التداول إلى الحساب المصرفي.