بوليصة التأمين
تُعرَّف بوليصة التأمين على أنّها وثيقة تُوضِّح تفاصيل اتّفاقية بين الشخص المُؤمِّن، والشخص المُؤمَّن عليه، وهي عَقْد هدفه الحماية الماليّة، كما أنّ فيها سياسة مُعيَّنة تكون بين الأفراد، وشركات التأمين، يحصل من خلالها الفرد على حماية ماليّة، أو تعويضات ماليّة من شركة التأمين، مقابل خسائر قد يتعرَّض لها هو، أو ممتلكاته، أو نتيجة لمسؤوليّته عن ضرر أو إصابة لطَرَف آخر، وسياسة التأمين تُستَخدَم؛ للحَدِّ والوقاية من خسائر المخاطر: الصغيرة منها، والكبيرة، علماً بأنّه يمكن أن يكون غَرَض بوليصة التأمين هو التأمين على الحياة، أو السيارات، أو الصحّة، أو المنزل؛ ففي الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة مثلاً، نجد أنّ الأفراد يمتلكون واحدة على الأقلّ من هذه التأمينات، كما يُعتبَر التأمين على السيّارات أمراً قانونيّاً لا بُدّ منه، والجدير بالذكر أنّ كلّ شركة تأمين لديها سياسة خاصّة في ما يتعلَّق ببوليصات التأمين التي تُصدِرُها.
كما تُعتبَر بوليصة التأمين وثيقة رسميّة من شركة التأمين للمُؤمَّن عليه، بحيث يصبح غطاء التعويض على المُؤمَّن عليه في حَيِّز التنفيذ، وهي بمثابة دليل قانونيّ لاتّفاقية التأمين، ويتمّ فيها تحديد الشروط التي تُغطّي التعويض، مثل المبالِغ التي تدفعُها شركة التأمين، كما أنّها تُحدِّد المخاطر التي يمكن أن يُغطّيها التأمين، ومدّة التغطية، وطريقة تسديد الأقساط، وقيمتها، ويتمّ إصدار بوليصة التأمين بمُجرَّد اتّفاق الأفراد على العمليّة التأمينيّة، والتي تحتوي على كافّة الشروط، إضافة إلى أنّه يتمّ فيها تحديد جميع البيانات المُتعلِّقة بالتأمين.
وتختلف بوليصات التأمين باختلاف موضوع التأمين؛ أي الشيء المُؤمَّن عليه، والغرض من التأمين، وما يُغطّيه من أخطار، عِلماً بأنّ هناك وثائق تأمين تَصدُر لمصلحة الشخص المُؤمِّن نفسه؛ وهي وثائق التأمين الفرديّة، ومنها وثائق التأمين على الحياة، وفيها يتعاقد الزوج لمصلحة زوجته إذا حصلت له وفاة، إضافة إلى أنّ هناك نوع من وثائق التأمين التي تُسمّى بوثائق التأمين المُركَّبة، ومثل هذا النوع من الوثائق يُغطّي أكثر من نوع من الأخطار، مثل التأمين الشامل على السيارة، ويُعتبَر هذا النوع اقتصاديّاً أكثر من وثائق التأمين الفرديّة التي تُغطّي خطراً واحداً فقط، كما أنّ هناك وثائق التأمين الجماعيّة التي تُغطّي مجموعة من الناس لديهم الظروف نفسها ضدّ الأخطار، مثل: العُمّال، والطلّاب، والفلّاحين.
مُكوِّنات بوليصة التأمين
هناك ثلاثة عناصر مُهمّة لا بُدَّ من أن تكون موجودة في وثيقة التأمين، وهي:
- قسط التأمين: والمقصود به السِّعر الذي يتمّ تحديده من قِبَل شركة التأمين، ويتمّ دَفْعه عادةً على شكل أقساط شهريّة، وهنا تختلف شركات التأمين من حيث الأسعار التي تُقدِّمها للشخص المُؤمِّن، كما يختلف هذا السِّعر، إذ إنّه يعتمد على المخاطر التي قد يتعرَّض لها الشيء المُؤمَّن عليه.
- الحَدّ الأقصى للسياسة: حيث يُحدَّد فيه أقصى مبلغ يدفعه المُؤمِّن، وذلك لتغطية الخسائر المشمولة، كما يتمّ فيه تعيين مدّة الدَّفْع التي قد تكون مدى الحياة، أو مدّة مُحدَّدة.
- المبلغ القابل للخَصْم: وهو عبارة عن مبلغ يدفعُه حامل بوليصة التأمين من حسابه الخاصّ، قَبل أن تدفعَ شركة التأمين مطالبَه.
أنواع التأمين
يمكن لبوليصة التأمين تغطية أيّ شيء في الحياة، إلّا أنّ هناك أنواع مُهمّة لا بُدّ لكلّ شخص يُخطِّط لمستقبله الماليّ، ولحياة مريحة وسعيدة، من أن يكون على عِلم ودراية بها، ومن هذه الأنواع:
- التأمين الصحي: يُعتبَر التأمين الصحّي من أهمّ أنواع التأمين التي يُمكن أن يهتمّ بها الفرد؛ وذلك لأنّ الصحّة هي أهمّ شيء في حياة الإنسان، وهي التي تساعده على العيش بطريقة أفضل، وتحقيق رغباته جميعها في الحياة، إذ إنّ الشخص الذي لا يمتلك تأميناً صحّياً قد لا يستطيعُ أن يحصل على العلاج، أو أن يدفع تكاليفه إذا تعرَّض لمرض، أو حادث له علاقة بالصحّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّه يمكن لصاحب العمل أن يُوفِّر التأمين الصحّي لمُوظَّفيه، كما يمكن أن يكون التأمين على الصحّة مجهوداً شخصيّاً.
- التأمين على الحياة: حيث يُعتبَر التأمين على الحياة مُهمّاً، وخاصّة للأشخاص الذين يمتلكون أسرة، ولديهم أطفال، إذ إنّ هذا النوع من التأمين يمكن أن يَحلَّ الكثير من المشكلات، مثل: سداد ديون الشخص المُتوفِّي، أو سدّ النَّقْص مكان الدخل المفقود نتيجةً للوفاة، أو دَفْع مصاريف التعليم الجامعيّ للأبناء، وكما ذُكِر سابقاً، فإنّه من الممكن أن يُوفِّر أصحاب العمل لمُوظَّفيهم هذا النوع من التأمين، كما يمكن الرجوع إلى العديد من شركات التأمين التي تُوفِّر تغطية مناسبة وبأسعار معقولة، علماً بأنّ المدّة الزمنيّة التي يُغطّيها هذا التأمين هي من 5-30 سنة، وذلك إذا كان لفترة مُعيَّنة، إضافة إلى أنّ هناك التأمين الدائم الذي يُغطّي الحياة كلَّها، إذا استمرَّ دَفْع القِسط.
- تأمين الملكيّة: وهو التأمين على الأملاك، ويكون إلزاميّاً عندما يكون يكون هناك رَهْن عقاريّ؛ بمعنى أن يتمَّ الاقتراض من البنك؛ لشراء منزل مثلاً، إذ إنّه في هذه الحالة يتمّ إلزام الشخص بالتأمين على العقار، ويُعتبَر التأمين على الملكيّة مُهمّاً للأشخاص المُتملِّكين؛ لأنّه يحميهم ويُعوِّضهم في حالة حدوث حريق، أو سرقة، أو كارثة.
- التأمين على السيّارات: هناك الكثير من الدُّوَل التي تَفرضُ على الأشخاص الذين يمتلكون سيّارات أن يُؤمِّنوا على سياراتهم، وكذلك الأمر في حال شراء سيارة بالاقتراض، وفي هذه الحالة يتلخَّص التأمين في نوعين، هما: التأمين الخاصّ بالمسؤوليّة؛ حيث يُغطّي الأضرار التي تَلحقُ بالمَركبة الأخرى في حال وقوع حادث للمُؤمِّن، وتأمين الاصطدام الذي يُغطّي الضَّرَر الذي يَلحقُ بمركبة المُؤمِّن، كما أنّ معظم وثائق التأمين على السيّارت تُغطّي حالات الوفاة التي تَحصلُ بسبب حوادث السير في حال كان المُؤمِّن هو المسؤول قانونيّاً، علماً بأنّ هناك تغطيات عديدة للتأمين على السيارة، إلّا أنّه كلّما زادت تغطيات التأمين، كان المبلغ الذي يتمّ دفعه بطريقة الأقساط أكبر.
- التأمين على الحريق: ويُعوِّض هذا النوع من التأمين الخسائر التي تحدث نتيجة الحرائق، والانفجارات، والبرق، وسواء كانت هذه الخسائر لَحِقَت بالمُمتَلكات المنقولة، كالمُحتويات، أو غير المنقولة، كالمصانع، أو المكاتب التجاريّة، كما يمكن أن يشتملَ تأمين الحريق على أنواع أخرى من الأخطار، والتي يجب أن تكون مُلحَقة ببوليصة التأمين، كالسرقات، أو سقوط الطائرات، أو الزلازل الأرضيّة، أو الأضرار الناتجة عن تصادُم المَركبات.
- تأمين الحوادث العامّة: ويشتملُ هذا النوع من التأمين على تأمين السرقات، والمسؤوليّة العامّة، وتأمين تعويض العُمّال، وتأمين المواشي، وتأمين المسؤوليّة المهنيّة، وتأمين ضمان الأمانة، وتأمين النَّقد خلال نَقْله من البنك إلى العملاء.
- التأمين البحريّ: وفي التأمين البحريّ تَتوفَّر الحماية للبضائع المشحونة عن طريق البحر، أو الجو، أو الطُّرُق البرّية، أو من خلال سِكَك الحديد، أمّا في حال إصابتها بمكروه، فإنّه يتمّ تعويض أصحاب البضائع عن الخسائر التي تَلحقُ ببضاعتهم أثناء نَقْلها، أو شَحْنها، والتي تحدثُ بسبب الأخطار التي تمّ الاتّفاق عليها في بوليصة التأمين.