تعرف على الشخصية العربية التي تترأس شركة Microsoft AI
منذ أيام، أعلنت شركة ميكروسوفت عن تعيين مصطفى سليمان في منصب الرئيس التنفيذي لشركة Microsoft AI؛ وهي المرة الأولى التي تتولى فيها شخصية عربية منصبًا مؤثرًا في شركة ميكروسوفت، وفي مجال الذكاء الاصطناعي عمومًا. وُلد مصطفى سليمان بالمملكة المتحدة؛ فهو رائد أعمال تقنية بريطاني سوري الأصل.
تُعد شركة Microsoft AI أحدث الوحدات التي أنشأتها ميكروسوفت بهدف التسويق لمنتجاتها المختلفة في عالم الذكاء الاصطناعي. فعلى غرار شات جيميناي من جوجل؛ تسعى ميكروسوفت إلى توحيد أنظمتها للذكاء الاصطناعي تحت مظلة Copilot، تمامًا كما فعلت جوجل عند تغيير اسم شات بارد إلى شات جيميناي ليصبح نظامًا موحدًا لجميع أدواتها للذكاء الاصطناعي. وستكون شركة Microsoft AI مسؤولةً عن إدارة وتشغيل كافة الأنظمة والتقنيات القائمة على Copilot.
ننستعرض في هذا المقال سيرة المهندس العربي الأول الذي وصل إلى أحد أهم المناصب القيادية في شركة ميكروسوفت، كما نُقدم لكم أيضًا نبذةً عن جهود شركة ميكروسوفت في عالم الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خططها المستقبلية بعد إطلاق هذه الشركة الجديدة التي ستكون سلاحًا رئيسيًا في ساحة المنافسة بمجال الذكاء الاصطناعي.
مصطفى سليمان – فخر العرب في الذكاء الاصطناعي
وُلد مصطفى سليمان بالمملكة المتحدة لأب سوري يعمل سائق تاكسي، وأم بريطانية تعمل ممرضةً. وقضى مصطفى سليمان طفولته ببلدة إزلنغتون غرب مدينة لندن، إذ درس في مدرسة ثورن هيل الابتدائية قبل أن يلتحق بمدرسة الملكة إليزابيث الثانوية للبنين ببلدة بارنيت. وفيه هذه الأثناء، التقى مصطفى سليمان بصديقه وشريكه المؤسس في شركة DeepMind للذكاء الاصطناعي؛ ديمس هاسابيس (Demis Hassabis). والتحق مصطفى سليمان بكلية مانسفيلد في أكسفورد، وبدأ دراسة الفلسفة بالكلية قبل أن يتركها في عمر الـ 19 عامًا.
مطلع حياته
تُشكل حياة مصطفى سليمان مصدر إلهام للجميع، إذ تمكن من تأسيس وريادة العديد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ وصولًا إلى ريادة Microsoft AI، وذلك دون أن يحصل على شهادة جامعية! فبعد تركه للدراسة بكلية مانسفيلد، ساهم مصطفى سليمان في تأسيس مؤسسة خيرية تُقدم خطوط تليفونية ساخنة لدعم المسلمين في بريطانيا. ساهم مصطفى سليمان في تأسيس هذه المؤسسة في عام 2001 مع صديقه محمد ممداني، وأُطلق عليها اسم Muslim Youth Helpline، وهي تُعد ضمن أكبر المؤسسات الخيرية التي ساهمت في الدعم النفسي للمسلمين بالمملكة المتحدة.
وفي بداية حياته، عمل مصطفى سليمان في مجالات بعيدة تمامًا عن البرمجة والتقنية بوجه عام؛ إذ بدأ حياته المهنية بالعمل في مجالات الخدمة الاجتماعية؛ نظرًا للخبرة التي اكتسبها من المؤسسة الخيرية التي ساهم في تأسيسيها. ولهذا؛ لم يكن الذكاء الاصطناعي، أو تطوير البرمجيات عمومًا، ضمن المجالات الأولى التي عمل بها مصطفى سليمان. ولكن بالطبع ساعدته هذه الخبرات على فهم آلية عمل الشركات والمؤسسات؛ إذ يُعد مصطفى سليمان رائد أعمال للشركات التقنية الناشئة بالمقام الأول.
DeepMind – الخطوة الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي
كانت بداية مصطفى سليمان في مجال الذكاء الاصطناعي عام 2010 مع تأسيسه شركة DeepMind لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، إذ شغل منصب الشريك المؤسس ومدير الإنتاج التنفيذي بالشركة الناشئة. وحازت الشركة على اهتمام العديد من رواد الأعمال في مجال التقنية، خاصةً إيلون ماسك الذي كان من أكبر داعمي شركة DeepMind الناشئة في أيامها الأولى. وعمومًا؛ كانت DeepMind ضمن الشركات الأولى التي سبقت الجميع بالعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي عام 2014، نجحت جوجل في الاستحواذ على شركة DeepMind الناشئة بقيمة سوقية قياسية وصلت آنذاك إلى 470 مليون يورو تقريبًا، وهو الاستحواذ الأعلى قيمةً بين عمليات الاستحواذ التي أقامتها جوجل في أوروبا هذه الفترة. واستمر مصطفى سليمان في عمله بشركة DeepMind التابعة لجوجل، إذ كانت ترغب جوجل في الاستفادة من خبرات وتقنيات DeepMind في دفع تحقيق أهدافها بمجال الذكاء الاصطناعي.
وتحت مظلة جوجل؛ حققت DeepMind العديد من الإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي، في وقت كان هذه التقنيات ضربًا من ضروب الخيال. وقد نجحت Google DeepMind في إطلاق أنظمة خاصة بتطوير الرعاية الصحية اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ذلك بقيادة مصطفى سليمان عندما أطلق نظام DeepMind Health في فبراير 2016، والذي طُبق رسميًا بمؤسسات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في المملكة المتحدة.
واستمر مصطفى سليمان في العطاء داخل شركة Google DeepMind؛ فكان له الفضل في قيادة الشركة لابتكار خوارزميات جديدة في مجال تعلم الآلة، والتي ساهمت بشكل كبير في خفض الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة لشركة جوجل. وقد تمكن النظام المُطور بواسطة DeepMind من ابتكار حلولًا جديدةً في مجال توفير الطاقة بمراكز البيانات، والتي ما زالت قائمةً وفعالةً حتى يومنا هذا، إذ تبلغ نسبة الطاقة التي تُوفرها هذه الحلول نحو 40% تقريبًا.
وظل مصطفى سليمان بمنصبه في شركة Google DeepMind حتى عام 2019، إذ غادر الشركة أخيرًا ليتولى أحد المناصب الإدارية العليا بشركة جوجل الأم، واستمر عمله في شركة جوجل حتى عام 2022 كأحد أهم الشخصيات العربية المؤثرة في شركة جوجل وقطاع الذكاء الاصطناعي عمومًا.
Infliction AI – المزيد من العطاء بمجال الذكاء الاصطناعي
بعدما ترك جوجل في عام 2022، فكر مصطفى سليمان في خطوته القادمة بمجال الذكاء الاصطناعي، والتي انتهت بتأسيس شركة Inflection AI. شارك مصطفى سليمان تأسيس هذه الشركة الناشئة مع شركة غراي لوك للاستثمارات الجريئة (Greylock Ventures)، إذ تأسست شركة Inflection AI في مارس 2022 على يد مصطفى سليمان وريد هوفمان (Reid Hoffman) من غراي لوك.
بدأت شركة Inflection AI كمعمل لأبحاث الذكاء الاصطناعي، إذ كانت تهدف في البداية إلى تطوير تقنيات ونماذج للذكاء الاصطناعي تُساهم في مساعدة البشر على التواصل مع الحاسوب. وقد نجحت الشركة في استقطاب العديد من الخبرات بمجال هندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي من الشركات الكبرى مثل ميتا، وجوجل. ونجحت الشركة في جمع استثمارات ضخمة خلال جولتها التمويلية الأولى وصلت قيمتها إلى 225 مليون دولار.
وفي العام الماضي، أطلقت الشركة الناشئة أول نظام ذكاء اصطناعي توليدي خاص بها، وهو شات Pi. ويعتمد شات باي على نموذج لغوي كبير (LLM) لإجراء المحادثات مع المستخدمين، ولكنه يتميز بقدرة خاصة تُمكنه تذكر تفاصيل المحادثات السابقة التي أجراها مع كل مستخدم؛ بل يتمكن أيضًا من تحليلها لمعرفة شخصية كل مستخدم لتقديم تجربة تناسب الأذواق والشخصيات المختلفة. ولهذا؛ يرى مصطفى سليمان أن هذا النظام يمكن استخدامه في العديد من التطبيقات الاجتماعية، مثل تطبيقات الدعم النفسي والعاطفي.
وبعد إطلاق Pi، تمكنت شركة Inflection AI من جذب انتباه الشركات التقنية إليها؛ فقد جمعت الشركة استثمارات وصلت إلى 1.4 مليار دولار، ما رفع قيمتها السوقية إلى 4 مليار دولار تقريبًا. وتحتفظ شركة ميكروسوفت بالنصيب الأكبر من أسهم الشركة، إذ تُركز ميكروسوفت في الفترة الأخيرة على الاستثمار في الشركات الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي؛ مثل شركة OpenAI.
والآن؛ وبعد مسيرة عامرة بالإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال التقنية؛ تُقرر ميكروسوفت تعيين مصطفى سليمان رئيسًا تنفيذيًا لشركتها الجديدة Microsoft AI. وتسعى ميكروسوفت أن تدفع هذه الشركة خططها في مجال الذكاء الاصطناعي بقيادة خبرات مصطفى سليمان الطويلة في هذا المجال.
رهان ميكروسوفت على الذكاء الاصطناعي
بدأت ثورة الذكاء الاصطناعي في عام 2023، ذلك مع إطلاق نظام ChatGPT، والذي بدأ منافسةً فريدةً من نوعها بين الشركات التقنية التي قررت تغيير خططها بالكامل من مجال الواقع الافتراضي نحو مجال الذكاء الاصطناعي. ولكن كان السبق لشركة ميكروسوفت في هذا المجال، إذ قررت دعم شركة OpenAI منذ عام 2019؛ حتى تصدرت الشركة الناشئة مجال الذكاء الاصطناعي بنماذجها القوية GPT-4 وDALL-E 3.
تمكنت OpenAI من منافسة عمالقة التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي؛ بل تصدرت الشركة الناشئة هذا المجال بعد إطلاق أحد أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي على الإطلاق؛ ChatGPT. وفي رأيي؛ كان لميكروسوفت دورًا عظيمًا في هذه الصدارة، إذ يستحيل على أي شركة ناشئة أن تواجه وحدها عمالقة التقنية؛ مثل جوجل، وميتا، وأمازون، وغيرها من الشركات التقنية الكبرى التي تُنافس OpenAI على ريادة مجال الذكاء الاصطناعي.
ولهذا؛ تمكنت ميكروسوفت من مشاركة OpenAI في هذه الصدارة. وبخلاف الشركات الأخرى؛ لم تُطور ميكروسوفت أنظمتها الخاصة للذكاء الاصطناعي؛ فهي تعتمد كليًا على نماذج OpenAI في نظام Copilot. وهي خطوة ذكية من ميكروسوفت ضمنت بها صدارة هذا المجال في أسرع وقت، إذ اختارت ميكروسوفت الاستثمار في الشركات الناشئة الواعدة، بالإضافة إلى دعمها ماليًا وتقنيًا حتى تُحقق المستحيل.
Microsot AI – ماذا تُخطط ميكروسوفت؟
مع إعلانها تعيين مصطفى سليمان رئيسًا تنفيذيًا لشركة Microsoft AI؛ كشفت ميكروسوفت عن خُططها المستقبلية لتعزيز أنظمة الذكاء الاصطناعي تحت مظلة Copilot بالمزيد من التقنيات الجديدة، إذ تسعى الشركة إلى الدفع بخبرات مصطفى سليمان لتطوير المزيد من التقنيات الابتكارية داخل منظومة Copilot.
وكشفت ميكروسوفت أنها تُخطط لإضافة المزيد من الأدوات المتنوعة داخل Copilot، والتي ستتعتمد على الذكاء الاصطناعي عدد من المجالات المختلفة. وفي الفترة القادمة، ستُركز Microsoft AI على تطوير Copilot ليكون أداةً أساسيةً في جميع تطبيقاتها؛ مثل تطبيقات الأوفيس المختلفة، ومتصفح Edge، ومحرك البحث Bing. ولهذا؛ يبدو أن ميكروسوفت تُفكر في اللحاق بجوجل التي بدأت بالفعل في تضمين نظام جيميناي داخل منصاتها المختلفة؛ مثل Google Drive، ومتصقح كروم، وغيرها.
وأضافت ميكروسوفت أيضًا أن شركة Microsoft AI ستكون مسؤولةً عن تطوير نظام Azure AI؛ وهو نظام خاص بتضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل خدمات أزور للحوسبة السحابية من ميكروسوفت. ويعمل هذا النظام على مساعدة المطورين في إيجاد حلول للمشاكل التي يتعرضون لها عند استخدام خدمات أزور؛ وذلك بالاستعانة بنماذج الذكاء الاصطناعي وخوارزميات تعلم الآلة. ويساعد هذا النظام أيضًا على تحليل وإدارة البيانات الضخمة؛ ذلك بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي على قراءة وتحليل كميات ضخمة من البيانات في وقت قصير مع القدرة على إيجاد الأنماط المتشابهة داخل البيانات.
وتزامنًا مع تولي مصطفى سليمان منصبه الجديد؛ كشفت Microsoft AI عن أدواتها المتنوعة التي ستعمل بالذكاء الاصطناعي:
Microsoft Copilot for Security: أداة مُوجهة لدعم عمليات الحماية السيبرانية بالذكاء الاصطناعي.
Microsoft Copilot for Finance: أداة مُوجهة للمساعدة في تنظيم وإدارة المهام المالية بالشركات والأعمال.
Microsoft Copilot for Studio: أداة مُوجهة لتطويع نموذج GPT لأداء المهام المختلفة طبقًا لتجربة المستخدم.
Microsoft Copilot for Azure: أداة مُوجهة للمطورين المبتدئين، إذ تساهم في تبسيط مهام الحوسبة السحابية وإدارتها.
Azure AI Studio: أداة مُوجهة للمطورين المُحترفين لمساعدتهم على ابتكار تقنيات جديدة بالذكاء الاصطناعي في عالم الحوسبة السحابية.
Microsoft Copilot for Microsoft 365: أداة مُوجهة للعمل الإبداعي وصناع المحتوى، إذ تهدف إلى زيادة الإنتاجية في تطبيقات الأوفيس المختلفة بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
Microsoft Copilot for Sales: أداة مُوجهة للعاملين بقطاع المبيعات؛ فهي تساعد البائعين على تعزيز عملياتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ بدءًا من التسويق، ووصلًا إلى خدمة العملاء.
Copilot in Power Automate: أداة مُميزة خاصة بأتمتة المهام المختلفة على الكمبيوتر باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر الأوامر النصية.
Copilot in Power Apps: أداة مُوجهة لمطوري التطبيقات، والتي تعمل على المساعدة في إنشاء التطبيقات بالذكاء الاصطناعي طبقًا للأوامر النصية.
Copilot in Power BI: تضمين Copilot للذكاء الاصطناعي في أداة Power BI لتحليل البيانات الضخمة.
GitHub Copilot: أداة تساعد المطورين على كتابة كود برمجي أفضل عبر اقتراح أسطر جديدة من الكود في مختلف لغات البرمجة اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.
كانت هذه أبرز الأدوات التي كشفت عنها Microsoft AI، والتي تُظهر خطة الشركة الطموحة في ريادة جميع المجالات اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي. ولهذا؛ يبدو أن ميكروسوفت لن تكتفي بالذكاء الاصطناعي التوليدي في صورته المعتادة داخل بوتات الدردشة؛ فهي تسعى إلى سن عصر جديد من التقنية يعتمد على الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات المهنية.
Microsoft AI – هل تُنافس OpenAI؟
تعتمد ميكروسوفت على تقنيات OpenAI بشكل أساسي في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تعمل كافة أنظمتها للذكاء الاصطناعي على النماذج المُطورة بواسطة OpenAI؛ مثل GPT-4، وDALL-E 3 لتوليد الصور. ومع ذلك، لم تتوقف ميكروسوفت عند OpenAI؛ بل واصلت الاستثمار في الشركات الناشئة الأخرى التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. ولعل أبرزها شركة Inflection AI، إذ استحوذت ميكروسوفت على خبرات الشركة دون استحواذ فعلي عليها؛ فبالإضافة إلى مصطفى سليمان، استقطبت ميكروسوفت عددًا كبيرًا من موظفي Inflection AI ليعملوا الآن ضمن شركة Microsoft AI.
وفي خطوة مفاجئة؛ وافقت ميكروسوفت على دفع 650 مليون دولار إلى شركة Inflection AI؛ بهدف ترخيص أدواتها في مجال الذكاء الاصطناعي لتُستخدم من قبل Microsoft AI. فمن الواضح أن ميكروسوفت تهتم بشركة Inflection AI بشكل خاص في هذه الأيام.
في رأيي، تُحاول ميكروسوفت تجهيز بدائل فعالة لشركة OpenAI؛ فربما أدركت الشركة خطورة الاعتماد كليًا على شركة واحدة في تحريك منظومتها الضخمة للذكاء الاصطناعي، خاصةً وأن ميكروسوفت لا تملك أنظمة ذكاء اصطناعي من تطويرها بالكامل. وعلاوةً على ذلك، قد تُثير الفوضى الإدارية الأخيرة بشركة OpenAI مخاوف بشأن الخطط المستقبلية طويلة الأمد المعتمدة بشكل كامل على الشركة.
أدرك الرئيس التنفيذي لشركة ميكروسوفت، ساتيا نادالا، أن هذه الخطوة قد تسبب بعض المشاكل في علاقة ميكروسوفت بشركة OpenAI؛ خاصةً وأن ميكروسوفت ما زالت معتمدةً بالكامل على نماذج OpenAI للذكاء الاصطناعي. ولهذا؛ أكد نادالا، خلال تصريحه بشأن إنشاء Microsoft AI وتعيين مصطفى سليمان، على أهمية شراكة ميكروسوفت مع OpenAI، مؤكدًا أن شركة OpenAI تُعد الشريك الاستراتيجي الأقوى على الإطلاق لميكروسوفت.
بلا شك، تشكل هذه الخطوة من ميكروسوفت ذكاءً وحكمةً. فحتى مع استمرار شراكتها مع OpenAI على نحو سليم، تظل ضرورة توفير البديل خطوةً لا يمكن تجاهلها. وقد تساهم هذه الخطوة أيضًا في دفع عجلة الابتكار بمجال الذكاء الاصطناعي من خلال الدمج بين الخبرات المختلفة للشركتين.
وفي النهاية، تظل هذه الخطوة من ميكروسوفت مصدر فخر وإلهام لجميع الدول العربية؛ فهي المرة الأولى التي تصل فيها شخصية عربية إلى هذا المنصب بالشركات التقنية الكبرى!