كيف تطور ذاتك؟
تطوير الذات هو طريق الإنسان الذي يسعى للطموح والتطوير، فعندما تطور من نفسك وإمكانياتك وقدراتك في أي مجال من مجالات الحياة فأنت بذلك تكون قد انتزعت لنفسك مكانًا متميزًا بين الناس وفي طريقك للنجاح والتميز والانفراد، ولكن أولًا يجب أن نبين ما هو المصطلح العلمي لتطوير الذات حتى نستطيع أن نفهم ما نتحدث عنه.
ما معنى تطوير الذات؟
تطويرالذات هو إلمام الشخص بنقاط ضعفه وقوته ومحاولته لتحسينها والعمل على تقوية النقص فيها وتطوير ما يجيده. هذا التطوير يشمل تطوير القدرات الذهنية، وقدرات ومهارات التواصل مع الآخرين وحسن التعبير عن النفس وإلقاء الخطب والتواصل مع الناس. أو بمعنى آخر اكتساب نقاط قوة ومهارات في السيطرة على النفس والمشاعر ومحاولة توجيهها للمنفعة.
أهمية تطوير الذات
إن تطوير الإنسان لذاته نابع من احترام الإنسان لنفسه وقدراته، فكلما أهتم بتنمية مهاراته وقدراته كلما زاد شأنه في المجتمع، كما أنه يكون ذو ذكاء اجتماعي ومهارات في التواصل مع الآخرين. كما أن تنمية المهارات وتطوير الذات يضع لك الأمور في نصابها سواء في التفكير العقلي وتدبير الأمور أو من ضبط النفس والمشاعر والتفكير المختلف في حل المشاكل.
متى يمكن أن يبدأ المرء في تطوير ذاته؟
تطوير الذات يبدأ منذ الطفولة وهو ما ينبغي على كل أب وأم أن تراعيه في أطفالها وفي تعاملهم معهم، وتقدير الذات واحترام شعور الطفل ينبت فيه الثقة بالنفس والقدر على إبداء رأيه ومشاعره.
إن تعبير الأب والأم لأطفالهم عن أنهم يحبونهم ويحترمونهم ويحترمون رغباتهم ويفتحون معهم قنوات الحوار وسبل التفاهم لهو من أهم المبادئ التى بني عليها تطوير الذات.
كما يجب على الأب والأم أن يضعوا الثقة في أطفالهم وتحديد ما يريدون منهم أدائه فالأوامر من الأب والأم تكون واضحة وبسيطة وسهلة التحقيق دون أن تكون متكلفة أو صعبة التحقيق لأن الطفل إذا ما شعر بأنه غير قادر على إتمام ما أمر به الأب والأم سيترجم ذلك في ذهنه أنه أصبح مكروهًا منبوذًا ولن ينال احترامهم فيسعى للانطواء أو أن ينال اهتمام الأب والأم بطرق متطرفة كأن يكون متنمرًا على زملائه أو يتخذ سبيل العنف وفرض الرأي، لذا فالحرص والاهتمام في التعامل مع الأطفال واجب.
كيف يمكن أن نطور من أنفسنا؟
يمكن أن تطور ذاتك من خلال التعلم على يد متدربين متخصصين في هذا المجال.
يمكن أن تتعلم من خلال الكتب وأكثر الكتاب شهرة في هذا المجال مثل دايل كارنيجي وغيره ولكن الأهم أن تكون واضحًا مع نفسك فيما تريده، فعليك أن تعرف نقاط ضعفك وما تريد أن تتعلمه وما تريد أن تصل إليه وما تريد أن تتغلب عليه.
تعامل بشكل مختلف مع الصعوبات التى تواجهك في حياتك اليومية بدءًا من تعاملك مع من حولك وطرق حل مشكلاتك.
ما هي المهارات التي تحتاجها لتطوير نفسك؟
- أعلم ما هي نقطة ضعفك الموجودة في شخصيتك ثم قم بالعمل على تطويرها وحل مشكلتها، فتركيزك على مشكلة واحدة ومحاولة حلها والعمل عليها وتطويرها أنفع لك من العمل على حل كل المشاكل الموجودة في شخصيتك وحلها جميعًا فهذا سيستهلك منك وقتًا كبيرًا وسيستنفذ طاقتك دون أن تصل إلى ما ترغب وتصبو إلى تحقيقه.
- حاول أن تكون متوازن في أمور حياتك أي أن تجد حلول وسطية.
- ابتعد عن القلق والتوتر فهما أحد أهم أسباب الفشل والاكتئاب والانطواء والبعد عن مشاكل الحياة، ويمكنك أن تقرأ كتاب دع القلق وابدأ الحياة للمبدع الشهير دايل كارنيجي والذي ستتعلم فيه الكثير من الأمور والكتاب أسلوبه سهل وجميل في شكل قصص عمن كانوا في مثل حالتك وكيف تغلبوا على القلق والتوتر والاكتئاب.
- بمجرد أن تعرف ما يحتاجه الآخرون أو ما يرغبون في سماعه ستدرك أن الحل بسيط فمن أمامك وصوته عالي ربما يحتاج إلى كلمة رقيقة منك تعينه على يومه الصعب والقاسي أو أن تبين أهمية ما يقوم به فيذكر أحدهم أنه كان هناك عامل في أحد الشركات كان لا يقوم بإصلاح العيوب كلما أتى إلى المنزل وكان لابد للعميل أن يتصل بالشركة كل مرة ويشتكي من هذا العامل ويلعن تلك الشركة ويقول لمن حوله أنها شركة غير ملتزمة ولا تهتم بالناس، فما كان من أحد العمال الذين يعملون بالشركة حينما سمع هذا الكلام مصادفة إلا وقال للعميل أن من الشركة وأنه يريد أن يساعد فذهب إلى منزله وأصلح العطل، وأبلغ زميله الذي كان لا يقوم بالإصلاح كما يجب أنه يقدر موقفه وأنه تحت ضغوط وأنه يود أن يساعده. الغريب في هذا الموقف أن هذا العامل هو من قام بالتطوع لحل المشكلة وأبلغ زميله أنه يفهم صعوبة الأمر وأبلغ العميل أنه يقدر معاناته وأنه هنا لمساعدته. بمجرد أن بادر هذا العامل بالمساعدة حلت الكثير من المشكلات فلربما الحل في أن تقدر مواقف من حولك.
- حاول أن تستمع لمن حولك وتبين لهم اهتمامك بما يقولون و أنك فعلًا تنصت لحديثهم وتشاركهم الاهتمامات فإنك إذا فعلت ذلك سيشعرون فعلًا أنك تقدر معاناتهم وستكون سببًا في التفريج عما ألم بهم من هم وغم.
- عند حديثك مع الآخرين لا تجعل نفسك تتوقع الأمور الإيجابية منهم بل خاطب الناس على قدر عقولهم وامنحهم الاحترام الذي يرغبون في أن ينالوه ولا تنتقص منهم ولا من كرامتهم ولا تسفه من حديثهم حتى وإن كان لا طائل منه.
- إذا أردت النجاح فعليك أن تثق بنفسك وقدراتك وأنك تملك طاقات كامنة لتغير ما حولك لذا لا تيأس واجتهد في تطوير نفسك.
- ضع خطة واضحة وقابلة للتحقيق وواقعية للوصول إلى هدفك واجعلها خطة مرنة تقبل التغيرات والظروف الطارئة.
- أنظر للفشل على أنه طريقة جديدة للتعليم وتجنب هذا الفشل، توماس أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي بعد أكثر من ألف محاولة فاشلة قال لقد اكتشف أكثر من ألف طريقة لمحاولة صنع المصباح الكهربائي نظر لفشله على أنه أسلوب جديد يتعلم منه ولم يدع الأمر يصل به للإحباط فلو وصل للإحباط لما استطاع أن يكمل ما بدأه.
- دائمًا ضع الخطط وحاول أن تقيم الأمور وفكر بروية ومن كل الاتجاهات وضع كل الاحتمالات، فالتفكير السليم والواعي هو مهارة تحتاج إلى تدريب وممارسة وتعلم وتعديل.
- إذا أردت أن تبدع عليك أن تستمع فيما تقوم به.
- العلم بدون عمل وتطبيق يصبح عبئًا ثقيلًا على النفس ولا فائدة منه.
- لا تجعل نفسك مثل الكوب الممتلئ فالكوب الممتلئ لن يستوعب المزيد بل سينسكب لذا طور من نفسك وكن قابلًا للتعلم وتقبل كل ما هو جديد وقم بتطبيقه حتى يرسخ في ذهنك وشخصيتك.
- قم بترتيب أولوياتك فأنت تقوم بالمهم ثم الأهم، فكل ما تقوم به له أولوية عندك حسب احتياجاتك وأهمية ترتيب تلك الأمور لديك.
- قم بتحديد هدفك ووضع خطة مناسبة ومعقولة وواضحة وقابلة للتحقيق.
هل الثقة بالنفس مهمة لتطوير الذات؟
الشخص الواثق في نفسه لديه القدرة على حل المشكلات والإبداع في حلها والابتكار فيها، كما أن الواثق في نفس لن يضيره من ينتقص من قدراته وما يقوم به بل هدفه تقيق ما يرنو إليه.